رئيس الوزراء التركي أردوغان يهاجم المسلسل التلفزيوني «حريم السلطان»

المسلسل التلفزيوني

انتقد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، مسلسل ''العصر الرائع'' التلفزيوني التركي، الذي يحظى بشعبية واسعة في الدول العربية التي يعرض فيها تحت اسم ''حريم السلطان'' مستنكرا أسلوب تقديمه للسلطان سليمان القانوني وأجواء البلاط الذي يزخر بالمكائد والدسائس بين النساء.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن أردوغان قوله، تعليقاً على الشخصيات التي يحتويها هذا العمل قوله إن أجداد شعبه ليسوا ''مثلما يجري تصويرهم في المسلسل''.

وقال أردوغان، في كلمة خلال مراسم افتتاح مطار ومشاريع أخرى في ولاية كوتاهية: ''إننا نعيش في هذا العالم ذو السبع مليارات نسمة، ونعرف ماهي وظيفتنا، نذهب إلى كل بقعة وصل أجدادنا إليها على ظهر الخيول، ونهتم بتلك المناطق''.

وتابع: ''نحن لا نعرف السلطان سليمان القانوني بالشخصية التي يظهر فيها في المسلسل''، لافتا إلى أن السلطان الذي وصلت الدولة العثمانية في عهده إلى ذروة قوتها ''قضى 30 عاما من عمره على ظهر الخيول في إطار الحروب والفتوحات التي خاضها''. وأعرب أردوغان عن تنديده بمخرجي هذا النوع من المسلسلات، وأصحاب القناة التلفزيونية التي تعرضها، منوها أنه ينتظر قرارا قضائيا بهذا الشأن، على الرغم من تحذير المعنيين بالمسلسل.

ويروي مسلسل ''حريم السلطان'' قصة حياة السلطان سليمان القانوني الذي حكم الدولة العثمانية في فترتها الذهبية من سنة 1520 ميلادية وحتى وفاته سنة 1566. وهي قصة حياة السلطان سليمان القانوني الذي أوصل بحكمه الدولة العثمانية إلى ذروة مجدها. ويعتبر أهم حاكم في تاريخ الدولة العثمانية. تدور أحداث مسلسل ''حريم السلطان'' خلال فترة القرن الـ 16، ويستعرض الأحداث التي تجري في مقر حريم السلطان المعروف بالحرملك السلطاني، ويسلّط الضوء على علاقة الحب التي جمعت السلطان مع إحدى الجاريات التي تصبح لاحقاً زوجته وذات نفوذ وتأثير كبير في حياة السلطان والدولة العثمانية بأكملها. ويستهلّ المسلسل حلقاته الأولى بصعود السلطان سليمان صاحب الحق الشرعي إلى السلطة في عمر 26 عاماً، بعد أن وضع نصب عينيه هدف تأسيس إمبراطورية أقوى من سلطة الإسكندر الأكبر وأن يجعل من العثمانيين قوة لا تقهر، وليصبح خلال فترة حكمه التي دامت 46 عاماً، السلطان الشاب، والمحارب الحاكم الكبير، بعد تلقّيه نبأ تتويجه في حفلة صيد عام 1520غير مدرك أنه سيحكم في ما بعد إقليماً يتجاوز أحلامه. وعند تنصيبه كحاكم للدولة العثمانية ترك زوجته (ماهيدفران) وابنه الصغير مصطفى وقصره في (مانيسا)، لينطلق بصحبة صديقه المقرّب ورفيقه إبراهيم للوصول إلى قصر توبكابي في العاصمة أستانة. وفي هذه الأثناء، أبحرت سفينة عثمانية إلى البحر الأسود لجلب النساء هدايا للقصر، من بينهن (ألكساندرا لا روسا)، ابنة كاهن أوكراني أرثوذكسي بيعت للقصر. والتي ستصبح في المستقبل (هوريم)، زوجة السلطان سليمان وستنجب منه سليم الذي سيتولى حكم الدولة العثمانية بعد وفاة أبيه عبر سلسلة من المكائد وسفك الدماء التي دفع ثمنها وزيره الكبير إبراهيم. إضافة إلى إعدامه لأحد أبنائه كي تستمر لعبة السلطة الدموية، حيث الغاية تبرّر الوسيلة وكل شيء يصبح مقبولاً من أجل أن تنتصر لعبة السياسة والسلطة.

على الرغم من كل النجاحات التي حققها المسلسل، ورغم تحطيمه الأرقام القياسية في عدد المشاهدين، فإن المسلسل التركي حريم السلطان واجه انتقادات عدة، مثيرا في الوقت ذاته عاصفة من النقاشات والسجالات، أنه تلقى أكثر من 75 ألف شكوى، بسبب ما وصف بأنه ''تلاعب بالحقائق التاريخية'' ألف شكوى لإيقاف المسلسل الأضخم في تاريخ الدراما التركية. وأضاف أنه ركز على جانب الحياة الاجتماعية فقط للسلطان سليمان القانوني، دون التطرق إلى حياته السياسية كإنجازاته وفتوحاته. وحتى الجانب الاجتماعي فقد تم بيانه بصورة سلبية، فقد أظهر السلطان سليمان على أنه ''عربيد'' يحتسي الخمر ويغازل النساء.

وتمّ اختيار الممثلة الألمانية من أصل تركي مريم أوزيرلي لأنها تعتبر الأقرب من حيث الشكل للسلطانة الحقيقية، كما أنها تتقن لغات عديدة، ضرورية لتجسيد الدور. كما تطلّ الممثلة التركية نور أيسان التي عرفت باسم بيسان في مسلسل العشق الممنوع من خلال المسلسل في دور جارية شركسية وزوجة من دون عقد للسلطان وأم أبنائه. نور إيسان تجسّد دور ماه دوران إحدى جواري السلطان والأقرب إلى قلبه، وقد أنجبت له ابناً لتصبح بمثابة زوجته. هذا ويجسّد الممثل التركي خالد أرغنش وكان قد أطلّ خالد في دور البطولة في المسلسل التركي عليا دور السلطان سليمان القانوني. وهو من مواليد 30 أبريل عام 1970 في إسطنبول. كما تمّ اختيار نيباهات جيري المعروفة باسم فيروز خانم في العشق الممنوع لتجسّد دور السلطانة والدة السلطان. وهذا المسلس أيضا يظهر السلطان سليمان وكأنه إنسان عاطفي فقط وعاطفته تغلب عقله في بعض الأحيان بينما السلطان سليمان القانوني الذي كان من أقوى السلاطين العثمانيين يتمتع بعقل مؤمن لا يمكن أن يكون كمات جسده كاتب النص في المسلسل

تكفلت شركة تايمز بإعداد ودبلجة المسلسل التركي حريم السلطان. وهذه الشركة هي معروفة بأداء الدوبلاج كثيرا. أما حقوق التوزيع في العالم العربي فهي ملك مؤسسة دبي للإعلام.

دبلجة أسماء الأماكن

لم يتم تغيير أسماء الدول والمدن والأماكن في المسلسل لسببين. الأول أن أسماء المدن والمناطق بات معروفاً الآن. وثانياً، مسلسل حريم السلطان هو مسلسل تاريخي، لهذا لم يستطع الكاتب تغيير أسماء القصور أو حتى المعارك. ومن هنا فإن الدوبلاج حافظ على أسماء البلدان التركية ليست في هذا المسلسل فقط، بل في جميع المسلسلات. ولهذا يعود الفضل في معرفة الشعب العربي بالمناطق التركية.

كعادة دبلجة المسلسلات التركية، ورغم أنه مسلسل تاريخي وشخصيات المسلسل كانت حقيقية، ولكن تمت دبلبجة بعض أسماء شخصيات المسلسل، نظرا لصعوبة نطق أسماء الشخصيات الأصلية مثل روكسلان الجارية التي أحبها السلطان، تحولت بعد الدبلجة إلى ألكسندرا وعندما أسلمت وغيرت اسمها إلى ''هوريم'' أو كما يقولها العرب ''خوريم''، تم دبلجة الاسم إلى هويام، وزوجتة السلطان الأولى ''ماهدوران'' تحولت إلى ناهد دوران، والكثير من الشخصيات تم تغيير أسمائها حسب ما ذكرت موسوعة ويكيبديا.

ضع هنا شفرة الاعلان